الاميرال
عدد المساهمات : 45 نقاط : 5043 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 23/05/2011 الموقع : لبنان
| موضوع: حاجات الاطفال ومشكلاتهم الأحد أكتوبر 02, 2011 10:42 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
أهمها الشعور بالأمن العاطفي وحنان الأبوين
حاجات الأطفال ومشكلاتهم.. كيف نفهمها ونتعامل معها؟ --------------------------------------------------------------------------------
تقع على الأبوين، وعلى مجموعة المدرسين في المراحل التعليمية الأولى، مهمة يمكننا وصفها بالدقة والحساسية، ذلك لأنها تصب في التركيز على متطلبات الطفل وحاجاته الشخصية، إضافة إلى متابعته بالشكل الذي نضمن معه معرفة ما يريده أو ما يرغب في تحقيقه، وكذلك ردود أفعاله ــ التي عادة ما تكون كثيرة ــ تجاه الأحداث المتتابعة التي تحيط به، سواء في البيت أم في المدرسة أم في حياته اليومية عموما. ولأن الطفل قد لا يعرف أسس التعبير، فإن مشاعره ورغباته يجب أن تتم ترجمتها بالشكل الصحيح الذي يتوافق مع ما يريده.
الخبراء في علم نفس الطفل يشرحون هنا محطات مهمة يجب التوقف عندها في عالم رغبات وحاجات الطفل، ربما تفيدنا في فهم واستيعاب بعض الحالات التي يعاني منها بعض أطفالنا والتي قد لا نجد لها تفسيرا واضحا في بعض الأحيان.
الأطفال كائنات حية غير مدركة لذاتها وتعتمد خلال المراحل السنية المبكرة اعتمادا تاما على الأبوين في سد حاجاتها. وحاجات الأطفال كثيرة ومتنوعة، منها الحاجات الفسيولوجية، والحاجات النفسية، والحاجات الاجتماعية. وتندرج تحت كل واحدة من هذه الحاجات مجموعة كبيرة من الحاجات الثانوية.
واتفق خبراء التربية الاجتماعية على مجموعة محددة من الاحتياجات تشكل في نظرهم أكثر الحاجات إلحاحا وضرورة بالنسبة للأطفال، وهذه الحاجات هي كما يلي:
* الحاجة إلى النمو الجسماني والتي تكاد تكون الهم الأساسي للوالدين الذين يعتقدان أن واجبهم الأول هو أن ينمو الطفل ويكبر وهو سليم العقل والبدن. ويرتبط النمو بثلاثة عوامل رئيسة هي حجم الطفل وسرعة النضج وبنية الجسم وقابليتها والقابلية للنمو.
وعلى الرغم من أن عملية النمو تخضع في كثير من جوانبها للعامل الوراثي، إلا أن ذلك لا يقدم دليلا كافيا لتوقع النمو. إذ لا يمكن إغفال دور البيئة والتوجيه الغذائي والتمرينات والتدريبات الرياضية. كما لا يمكن تجاهل الاختلافات الفردية بين أفراد الجنس الواحد وبين الجنسين.
وللنمو السليم تأثير كبير على الصحة الذهنية والبدنية، وعلى الوضعية الاجتماعية، فغالبا ما يقف ضعف النمو كعائق أمام التفاعل الاجتماعي، حيث يشعر الطفل بالنقص وعدم القدرة على مجاراة أقرانه، خاصة بالنسبة للألعاب الجماعية التي تتطلب قدرا عاليا من المهارة والقوة.
وبطبيعة الحال فإن كل أفراد العائلة معنيون بمراقبة نمو الطفل، ليس ذلك فحسب، بل والمدرسون في المدارس معنيون أيضا بهذه العملية. ومن أجل ذلك نجدهم يتدخلون بين وقت وآخر في قضايا الصحة الجسدية، كما خصصت المدارس حصصا لتدريس التثقيف الصحي جنبا إلى جنب مع التربية البدنية.
* الحاجة إلى اللعب، إذ أنه وعلى الرغم من أهمية اللعب في حياة الأطفال، إلا أن الآباء يشعرون بكثير من القلق والانزعاج نتيجة تحطيم الأطفال لألعابهم ويتهمونهم بالتخريب ويركزون فقط على الجوانب المالية، أي الخسائر المالية الناتجة عن جراء تحطيم الألعاب.
وتغيب عن ذهن هؤلاء مسألة اللذة التي يشعر بها الطفل وهو يفكك لعبته إلى قطع صغيرة، فهذه هي أولى الخطوات نحو التفاعل مع الآخر، وهي إحدى المحاولات المبكرة لاستكشاف الأشياء التي تبعث على البهجة. لذلك يجب عدم التوقف عند الخسائر المالية، لأن الفوائد التي تتحقق للطفل أكبر أهمية من التكلفة المالية للألعاب.
وتشجيع الطفل على ممارسة اللعب يتضمن فوائد عظيمة عدة لعل من أهمها التعرف إلى أشياء لم يعرفها من قبل وممارسة رياضة ذهنية كمقدمة للاستكشاف، إضافة إلى أن التشجيع يعلم الطفل كيفية الربط بين الأشياء كمقدمة للربط بين الأفكار.
ولاتزال الرواسب التي نكبتها نحن الكبار من جراء منعنا أو حرماننا من ممارسة اللعب ماثلة في الأذهان، وها نحن الكبار نستغل الفرص للتعبير عن تلك المكبوتات تماما مثل الأطفال، كأن نرسم خطوطا ودوائر على الورق أو نلقي الأحجار في الماء أو نركل الزجاجات الفارغة.
ثم إن الطفل الذي يمنع من ممارسة نشاطه الطبيعي يغدو خاملا في المستقبل، والطفل الحيوي كثير النشاط يرهق ملكته الانفعالية ويستنزفها. ولهذا يتوجب على الآباء والمدرسين أن يعملوا على إقامة التوازن المطلوب بين نشاط الجسم وبين حاجته إلى الراحة لتحقيق النمو السليم.
* الحاجة إلى عطف الأب والأم، إذ درج الكبار على استخدام مصطلحي »يا بني ويا ابنتي« حتى من دون أن يكون الأطفال الذين نخاطبهم هم أبناؤنا، إلا أن ذلك يجسد الأبوة السيكولوجية المحملة بكثير من الحنان والمودة، فالمعلم أب سيكولوجي وكذلك المعلمة.
وهذه الميزة حاجة نفسية لابد منها في مرحلة الطفولة، وهي تماما مثل الحاجة إلى الغذاء والهواء. ولهذا على العائلة ممارسة دورها في إشباع هذه الحاجة لما لها من تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية للأطفال.
* الحاجة إلى الأمن العاطفي، وهذه حاجة ضرورية لابد للأسرة من أن تؤمنها، إذ لا بديل للأسرة في هذا المجال. وإن كنا نرى في حالات الضرورة القصوى أن دور الرعاية الاجتماعية يمكن أن تعوض الأيتام بعضا من هذا الحب والعطف، فإن ذلك سيظل أمرا محدودا. أما الأطفال الذين يتم تبنيهم فيمكن أن يكونوا أفضل حالات من أطفال دور الرعاية الاجتماعية، لأن الأبوين الجديدين يؤمنان الحب والعطف.
وعند تصدع الحياة العائلية يدفع الأطفال ثمنا باهظا، فالكراهية المتبادلة بين الزوجين، أو توتر العلاقات بينهما، أو العيش في ظل الأجواء المهيئة للانفصال، لا تولد لدى الطفل أي شعور بالاستقرار، بل على العكس فإنها ستغرس في نفسه التوتر والاحباط وهو غير مشبع عاطفيا، وبالتالي فإنه يعتبر أن قدومه غير مرغوب فيه.
وترافق هذه الحاجة حاجة أخرى هي الحاجة إلى الانتماء والتي تعتبر نتاجا طبيعيا لإشباع يتلقاه الطفل من الوالدين فيتسع هذا الانتماء ليشمل الأصدقاء والأندية، ويتوسع أكثر فيشمل المجتمع والإنسانية، حيث يبدأ الطفل بالإحساس بضرورة التعاطف والتعاون مع الآخرين.
والأطفال الذين لا يتلقون الرعاية العائلية الكافية تتزعزع علاقاتهم الاجتماعية، وإذا أقاموا مثل هذه العلاقات فإنها ستكون مغلفة بالشك وعدم الثقة والحذر الزائد. واشباع هاتين الحاجتين من شأنه أن يجذر علاقات الطفل الاجتماعية مستقبلا.
وهنا يتعين على الآباء والمدرسين إشباع حاجة الطفل إلى الأنانية وإثبات الذات تمهيدا لانتقاله إلى مراحل أكثر نضوجا. ومن حق الطفل أن يشعر بأن له مكانة خاصة، وأن يكون مرغوبا فيه من قبل الجميع، وإذا تزعزعت مكانته في الأسرة أو المدرسة فإنه يعمل بطريقة تلقائية لإعادة اجتذاب اهتمام الوالدين والمدرسين بأدواته الخاصة.
وقد دار جدل كبير حول موضوع تحميل الطفل المسؤولية في وقت مبكر أو تأجيل ذلك إلى فترة لاحقة. وهنا تتعدد الآراء بين مؤيد ومعارض، فهناك من يقول إن أفضل الوسائل لإشباع حاجة الطفل إلى المركز الاجتماعي هي أن نعلمه تحمل المسؤولية وأن نطور فيه المهارات التي تؤكد الحاجة إليه.
وإلى جانب ذلك يتعين على الطفل أن يفهم أن الحقوق المخصصة له تقابلها حقوق لغيره عليه، وهنا تبدأ عملية التوازن الاجتماعي بين الحقوق والواجبات، وتتم من خلال عمليات التفاعل بين الطفل والمجتمع الذي يعيش فيه، فلا الجماعة يجب أن تذيب الفرد ولا الفرد بقادر على إلغاء الجماعة. وتلعب عملية التربية الاجتماعية دورها في هذا المجال لتعلم الأطفال مبادئ التكيف الاجتماعي مع المجتمع والواقع الذي يعيشون فيه فيؤثرون ويتأثرون.
وترافق هذه الحاجات تطورات انفعالية لدى الطفل، وهي تطورات ترتبط إلى حد بعيد بعملية الإشباع أو الاحباط التي تبدأ منذ الطفولة المبكرة. والنمو الانفعالي ظاهرة شديدة التعقيد تتداخل فيها عوامل النمو وفوارق الجنس والأهداف والتطلعات التي يسعى الفرد إلى تحقيقها.
وتشير اختبارات أجريت على عدد كبير من الأطفال في مراحل سنية مختلفة إلى وجود بعض الصفات كالشجاعة والسرعة والرغبة في أن يكونوا لطيفين ومرحين. كما لاحظت الدراسات تراجع الإعجاب بهذه الصفات مع تقدم السن واستبدالها بالتعاون والاعتماد على الذات والتحصيل المادي والمعنوي وتحمل الأعباء والتفكير في المستقبل.
كما لاحظت الاختبارات أن للخبرات السابقة أثرا كبيرا في التكيف الانفعالي. وجميع الأطفال التلاميذ يتذكرون رهبة الامتحانات والرعب الذي يتملكهم والذي يتم التعبير عنه بتغير لون الوجه وزيادة ضربات القلب والتلعثم والارتباك في اللحظة التي تسبق توزيع كراسة الأسئلة.
وما أن يبدأ التلميذ بالإجابة حتى تزول الرهبة والخوف تدريجيا، حتى أن الأمر يتحول إلى عمل عادي أشبه بالنشاط المدرسي اليومي، فيختفي التوتر وينكب التلميذ على التفكير في الإجابات الصحيحة.
هنا يأتي دور المدرس الذي يقوم بدور المراقب خلال الامتحانات، حيث يتوجب عليه أن يعمل على تهدئة التلاميذ بتوزيع الابتسامات والتشجيع والملاحظة، من دون الاعتماد على الزجر أو التهديد الصارم.
وحتى وإن تمت الاستجابة لتلك الحاجات، فإن الأطفال يعانون من بعض المشكلات التربوية التي قد تكون نتاجا لبعض المفاهيم الاجتماعية الخاطئة. ومشكلات الأطفال كثيرة ومتنوعة، تماما مثل حاجاتهم، وهي تعود إلى أسباب تربوية يتحمل البيت والمدرسة مسؤولية التصدي لها قبل أن تتفاقم وتصبح مستعصية على الحل. ومن أبرز هذه المشكلات:
ــ زيارة الطبيب، حيث نجد الأطفال ينظرون إلى الأطباء نظرة مليئة بالخوف والرعب والألم، وذلك لأن كثيرا من العائلات تستخدم كلمة »الطبيب« كنوع من التهديد، فإذا صرخ الطفل أو رفض تناول طعامه نسمع امه تصيح في وجهه »سوف أذهب بك إلى الطبيب«، وهذا دليل على تدن كبير في مستوى الوعي الصحي.
وتتمثل ظاهرة الخوف من الطبيب في رفض الأطفال الذهاب إليه وابتعادهم عنه، علما بأن العكس هو الصحيح. وهنا لابد من أن نغري الطفل وهو في سن مبكرة بزيارة الطبيب، فنصوره له كإنسان هادئ ووديع ولا يحمل لنا إلا الصحة، لا أن نجعل منه رمزا للجلاد.
وتبقى هذه الصورة ــ إيجابية أم سلبية ــ في ذاكرة الطفل، وتشكل في المستقبل أساسا مهما من أسس ثقافته الصحية. وهذه المسألة تعتبر جزءا من العمل التربوي، فالألفة التي تنشأ في وقت مبكر بين الطفل والطبيب تكون حجر الزاوية في عملية الوعي الصحي.
ــ مشكلة النظام والانضباط وترتيب الأشياء، حيث يولي الآباء هذه المشكلة أهمية كبيرة. إلا أن ذلك يجب ألا يجعل من النظام الأسري أو المدرسي نظاما مقدسا لا يجوز المساس به.
فالنظام ليس مطلوبا لذاته، إنما لتسهيل فكرة النظام في المسائل الأخرى، إنه منهجية في القول والتفكير والعمل ولا يمكن أن يتجزأ. وفضلا عن ذلك فإن النظام يوفر الوقت ويقتصد الجهد والطاقة المهدرة عبثا ويحد من المشكلات الجانبية داخل البيت أو المدرسة.
فكم تعاني بعض الامهات من المشقة في البحث عن شيء صغير مفقود، من القلق والتوتر، فلو كان هناك نظام لوفرنا كل هذه الأعباء ولحققنا الاستقرار النفسي ولكانت الإنتاجية أفضل والحياة أكثر سهولة وسلاسة.
ومع ذلك يجب تجنب الانفعال الشديد أمام رفض الطفل اتباع بعض الأنظمة، فالتوجيه الهادئ يعطي نتائج أكثر إيجابية من الانفعالات والغضب. والأطفال يستطيعون التفريق بين ما هو العدل والظلم، ولا يمكن الاستهانة بمقدرتهم على الفهم. ويلجأ الأطفال إلى محاسبة أنفسهم ويكفرون عن ذنوبهم، وعلى الأبوين استغلال هذه النقطة بقبول عذر الطفل واحتوائه.
والطفل يعي جيدا ــ خلافا لما نعتقد ــ أن ثورتنا وانفعالاتنا إزاء الأخطاء، إذ أنها لا تستحق هذا القدر من الثورة، لذلك فهو يكتشف أننا انفعاليون ولسنا متحمسين لتطبيق النظام والانضباط بقدر حماستنا لتفريغ الشحنات الانفعالية
للامانة منقول | |
|